إيران تعلن فوز “الإصلاحي” مسعود بيزشكيان بانتخابات الرئاسة
أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، صباح السبت، فوز الإصلاحي مسعود بيزشكيان، بالجولة الثانية من انتخابات الرئاسة، على منافسه العضو السابق في الحرس الثوري الإيراني، المحافظ المتشدد سعيد جليلي.
وفي أول تصريح له بعد إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية، قال مسعود بزشكيان: “نمد يد الصداقة للجميع، وكلنا أبناء هذا البلد”.
وفي منشور على موقع “إكس”، حثّ بزشكيان الإيرانيين على التمسك به في “الطريق الصعب”، قائلاً: “إلى الشعب الإيراني العزيز: انتهت الانتخابات، وهذه مجرد بداية لعملنا معاً. أمامنا طريق صعب. ولا يمكن أن يكون سلساً إلا بتعاونكم وتعاطفكم وثقتكم”.
وأضاف: “أمد يدي إليكم وأقسم بشرفي أني لن أتخلى عنكم في هذا الطريق. فلا تتركوني”.
وأفادت لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية بأن إجمالي الأصوات التي تم فرزها بلغ 30 مليوناً و530 ألفاً و157 صوتاً، حصد منها بيزشكيان على 16 مليوناً و384 ألفاً و403 أصوات، فيما حصل جليلي على 13 مليوناً و538 ألفاً و179 صوتاً، وفق ما أفادت وكالة “إرنا” للأنباء الرسمية.
وحسب البيانات الرسمية الإيرانية، فقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 49.8%، وهو ما يزيد على مثيلتها في الجولة الأولى من السباق.
بيزشكيان المحسوب على التيار الإصلاح في إيران، كان تعهد قبل الجولة الثانية من الانتخابات، بانفتاح بلاده على العالم و”توفير الحريات التي يتوق لها الشعب”.
وهنأ الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية.
كما هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيزشكيان لانتخابه رئيساً جديداً، وقال في تصريحات أوردتها وكالة “إنترفاكس”: “روسيا تعول على تعزيز التعاون في جميع المجالات” مع إيران.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت سابق، أنصار بيزشكيان وهم يحتفلون في الشوارع في عدد من المدن، ويطلقون نفير سياراتهم ابتهاجاً بفوزه.
وقام السكان في مدينة أروميه في شمال غرب البلاد، مسقط رأس بيزشكيان، بتوزيع الحلوى في الشوارع.
وأعلن المسؤول عن إجراء الانتخابات في الخارج، علي رضا محمود، زيادة الحضور بنحو 20% في معظم الممثليات داخل 138 مركز اقتراع في 98 دولة.
ولفت إلى أنه “جرى زيادة صناديق الاقتراع في إسبانيا، وأُضيف صندوق اقتراع على الحدود الأميركية الكندية لجمع أصوات الإيرانيين المقيمين في كندا”.
مد التصويت 3 مرات
وأغلقت مراكز التصويت في إيران أبوابها في منتصف ليل الجمعة، بعد تمديد التصويت 3 مرات إلى 6 ساعات إجمالاً في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي تشهد منافسة متقاربة بين المرشحين.
وأجريت الجولة الأولى في 28 يونيو، وشهدت إقبالاً منخفضاً غير مسبوق، إذ أحجم أكثر من 60% من الناخبين عن التصويت في الانتخابات المبكرة لاختيار رئيس خلفاً لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في تحطم طائرة هليكوبتر، في مايو الماضي.
وشهدت الجولة الثانية، سباقاً متقارباً بين النائب مسعود بيزشكيان، المعتدل الوحيد بين المرشحين الأربعة الذين خاضوا الجولة الأولى، والمفاوض النووي السابق سعيد جليلي وهو من المحافظين المتشددين، ويدافع عن تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.
وعلى الرغم من أن الانتخابات لن يكون لها تأثير يذكر على سياسات إيران، إلّا أن الرئيس سيشارك عن كثب في اختيار من سيخلف المرشد الأعلى علي خامنئي، البالغ من العمر 85 عاماً، والذي يصدر كل القرارات التي تخص شؤون الدولة العليا.
وقال خامنئي للتلفزيون الرسمي بعد أن أدلى بصوته: “بلغني أن حماس الناس واهتمامهم أعلى من الجولة الأولى. أدعو الله أن يكون الأمر كذلك لأنها ستكون أنباء مُرضية”.
وأقر خامنئي، الأربعاء بأن “نسبة الإقبال جاءت أقل من المتوقع”، لكنه استدرك: “من الخطأ تماماً الاعتقاد بأن أولئك الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى هم ضد نظام الحكم”.
وانخفضت نسبة إقبال الناخبين على مدى السنوات الأربع الماضية، ويقول معارضون إن هذا يظهر تآكل الدعم للنظام وسط تزايد الاستياء الشعبي من الصعوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على الحريات السياسية والاجتماعية، حسبما أوردت “رويترز”.
لا تحول في الملف النووي
وشارك 48% فقط من الناخبين في انتخابات 2021 التي أوصلت رئيسي إلى السلطة، وسجلت الانتخابات البرلمانية في مارس نسبة مشاركة بلغت 41%.
وقال أمير علي حاجي زاده قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني لوسائل إعلام رسمية: “التصويت يمنح قوة… حتى لو كانت هناك انتقادات، يجب على الناس التصويت لأن كل صوت يشبه إطلاق صاروخ” على الأعداء.
ومن المستبعد أن يدخل الرئيس الجديد أي تحول كبير في السياسة بشأن برنامج إيران النووي أو تغيير في دعم الحلفاء، إلّا أنه هو من يدير المهام اليومية للحكومة ويمكن أن يكون له تأثير على نهج بلاده في ما يتعلق بالسياسة الخارجية والداخلية.